ذكرت "الاخبار" ان الانتخابات الأخيرة لرئاسة المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان أسفرت عن انتخاب القس جوزيف قصّاب رئيساً بالتزكية، وعن دخول فرق إنجيلية جديدة الى المجمع ممنوعة من العمل في سوريا، وتحيط بها شبهة التأثر باليمين المسيحي الأميركي، "ما يُخشى معه من تصاعد دور هذه الفرق على حساب الكنيسة المشيخية ذات التوجهات العروبية"، بحسب ما يؤكّد فاعلون من أبناء الطائفة. ولفتت الى ان الولايات المتحدة تبدو كأنها أدركت أخيراً أن شرذمة كنائس الشرق وتفتيتها و"اللعب" بها هو أقصر الطرق وأقلّها كلفة الى الإمساك بأوراق في اللعبة السياسية في المنطقة.
وانتُخب قصاب بعد "معركة ترشيحات، انتهت بإخلاء الساحة أمامه إثر ضغوط مورست على مرشحين منافسين نتيجة فائض قوة الدعم الذي تلقّاه من فرق إنجيلية انضوت في المعركة وتمثّلت في المجمع الجديد للمرة الأولى. وهي مجموعات ممنوعة من العمل في سوريا، ويحيط بعملها في لبنان بعض الالتباسات"، وفق ما يؤكّد فاعلون من أبناء الطائفة في البلدين لـ"الأخبار". ويتوجّس هؤلاء من أن "يتأثّر المجمع بمال هذه الفرق والدعم الأميركي الذي تتلقّاه ويتنازل عن دوره الرياديّ السياسي والوطني"، وبالتالي "تقوية دور هذه الفرق على حساب الكنيسة المشيخية (الأكبر في المجمع)، لحسابات قد تكون مرتبطة بأجندات خارجية، وبمقاصد بعيدة عن الدور الوطني الذي رسمه السينودوس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان لنفسه منذ تأسيسه. وعندها، بدل أن تؤثر الكنيسة المشيخية في الكنائس الأخرى سياسياً ووطنياً، قد تكون عرضة للتأثر بأفكار هؤلاء".
الأخطر، برأي هؤلاء، أن هذا كله يتزامن مع تبرعات كنسية بمبالغ كبرى لإعادة بناء دُور العبادة التي هدمتها الحرب في سوريا، "وهو باب قد يدخل عبره كثير من المغرضين"، فضلاً عن "محاولات سُجّلت من داخل المجمع أخيراً لوقف عمل بعض القساوسة في سوريا ممن عملوا بشكل وثيق في الفترة السابقة مع الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني دفاعاً عن كنائسهم في وجه الجماعات الإرهابية".